هل سيخلد التاريخ اسم الرئيس ترامب؟

هل سيخلد التاريخ اسم الرئيس ترامب؟

May 15 2019

هل سيخلد التاريخ اسم الرئيس ترامب؟
الدكتور: عبدالحكيم بشار

إن الإحاطة بدور إيران التخريبي في المنطقة يحتاج الى الكثير من المجلّدات، فلم تكتف بتصدير ثورتها المزعومة والمسمية باطلاً بالثورة الإسلامية بل نشرت الطائفية بشكل مقيت في كل المنطقة، وأحدثت شرخاً مجتمعياً عميقا في كل الأقطار المتعددة المذاهب والأديان والتي تكاد تكون شاملة، ورعت الإرهاب ودعمته بكل الإمكانيات المادية واللوجستية على حساب إفقار الشعوب الإيرانية، وتهاوي عملتها " الوطنية" إلى الحضيض.

ويكفي أن نذكر ما فعلته في لبنان والتي كانت تسمى بـ (سويسرا الشرق) من خلال دعم حزب الله الارهابي وتعطيل الحياة السياسية والبرلمانية والديمقراطية في لبنان وفرض السياسات الموالية لإيران بقوة سلاح حزب الله، فحوّلته إلى بلد فقير مصادر الإرادة مفقود السيادة.

وضع اليمن ليس بخاف على أحد ودعم إيران للحوثيين والذي أدى الى فشل الدولة في اليمن، وتسبّب بمقتل مئات الالاف من الناس وتهجير الملايين، والانقلاب على الشرعية ونشر المخدرات وكل الأمراض الاجتماعية، ودمار هائل في البنية التحتية وانهيار اقتصادي.

كما ان ايران هي السبب الرئيسي في الاضطرابات في البحرين.

أما عن العراق فحدّث، ولا حرج، حيث باتت المليشيات الشيعية هي المتحكّمة بالقرار العراقي في ظل فقدان السيادة العراقية، وانتشار الفساد والفقر رغم غنى العراق الفاحش، وبات عملياً من إحدى محافظات ايران.

وفِي سوريا، فإن الدعم الايراني للنظام المجرم كان أحد الأسباب الرئيسية في استمرار هذا النظام الاجرامي حتى الآن والذي تسبّبَ بمقتل مئات الآلاف من السوريين، وتشريد الملايين ودمار البنية التحتية وحالة فشل الدولة.

يمكن اختصار نتائج التدخُّل الايراني في كل من لبنان واليمن والبحرين والعراق بمايلي:

١- احداث وخلق اضطراب عميق في البنية المجتمعية في تلك البلدان.

٢- إرجاع تلك البلدان عدا البحرين نصف قرن الى الوراء في مختلف المجالات.

٣-نشر التطرُّف المذهبي.

وقد عمدت الإدارات الامريكية السابقة الى التعامل مع النتائج التي أحدثها التدخل الايراني في شؤون دول المنطقة في محاولة لضبط إيقاع هذا التدخل وردعه بالقوة الناعمة إلا أن سير الأحداث أكد على فشل سياسات الإدارات الامريكية السابقة في التعاطي مع سلوك حكام طهران بما فيها محاولات احتواء ايران، وتجلى ذلك من خلال مصادرة ايران للقرار السياسي والسيادي في لبنان لصالحها وكذلك في العراق، والسيطرة على قسم كبير من اليمن من خلال حلفائها الحوثيين، كذلك السيطرة على الكثير من مفاصل القرار لدى نظام الاجرام في سوريا.

لقد ادرك الرئيس ترامب وفريقه في البيت الابيض ومستشاروه فشل سياسة الإدارات الامريكية السابقة في مقاربة الملف الايراني، وإن كلَّ مساعي الإدارات السابقة في لجم التدخل الايراني في دول المنطقة وفِي تغيير سلوك وممارسات النظام باءت بالفشل، وإن مواجهة ايران من خلال مواجهة مخالبها في دول المنطقة ستحتاج الى وقت وجهد أكبر، وقد لا تحقق النتائج المطلوبة بل قد تزيد من الفوضى، لذلك اتّجه الرئيس ترامب وفريقه الى جوهر المشكلة وأساسها والتي تجسّدها حكومة طهران والتي إذا تهاوت تتهاوى معها كل الزعانف الإرهابية التابعة لها، وستكون بداية استقرار كبير للمنطقة.

كل المعطيات سواء التحشيد الاعلامي او التحركات العسكرية الضخمة التي تتوجه للمنطقة حاليا تظهر ان الرئيس الامريكي قرر مواجهة اساس المشكلة وليس نتائجها، وهو قرار يتسم بالذكاء والحكمة والجرأة.

فهل سيشهد العالم والمنطقة قرارا من الرئيس ترامب بتخليص المنطقة وشعوبها والعالم من نظام الملالي الذي كان يهدّد البشرية بالورقة النووية، والمسبب الرئيسي لمعظم مشاكل المنطقة بحيث لم يترك موبقة إلا وارتكبها ليخلد التاريخ اسم السيد ترامب بأحرف من ذهب بأنه محرر الشرق، محرر شعوب اليمن والبحرين ولبنان والعراق وسوريا من أخطر وأعقد مشاكل واجهتها تلك الشعوب في العصر الحديث.

15ايار 2019

المقال يعبر عن رأي الكاتب

870